كتب الدكتور"أمين الزاوي" موضوعا في الشروق اليومي حول"القراءة و الصيف و رمضان"،ضمنه رأيه
و نظرته إلى مشكلة المقروئية في الجزائر مع حلول فصل الصيف،فصل الحر و الضنى و التقاط الأنفاس، فكتبت تعليقا حوله إليكموه:
قال الشاعر "أبو الطيب المتنبي" والذي لا يحبه الدكتور"أمين الزاوي":
أعز مكان في الدُنى سرج سابح***و خير جليس في الأنام كتاب
شكرا دكتور على هذا الموضوع المليئ بالشجون و الهموم،
الذي يؤرق النخبة و علية القوم(و أنت منهم)،و يجافي منطق الصواب و الحق عند أولي النـُهى و أهل العلم و يوسع شقة الخلاف بين مُصطلح "أمة إقرأ" و مُفتضح "أمة ناموا و لا تستيقضوا"،إنها القراءة التي أصبحت غريبة بين أهلها و أضحت نشازا في عقر دارها و أمست صفحة صدئة من فرط الوحدة و الوحشة و باتت مثل أهل القبور،و هي تشكو إلى الله قائلة:
ما للديار أصبحت لا أهلها ****أهلي ولا جيرانها جيرانـي....
منذ فتحت عيناي على هذا العالم العجيب في أسراره و مكنوناته،و بصرت نور هذا الكون الفسيح و المتلاطم في ذخائره و زخائره،لم أشاهد و أسمع إلا كلمة كتاب أو كراس أو مجلة أو مصحف أو نسخة أو قلم،فقد كانت أمي رحمها الله تحكي كيف كان أبي ينام و الكتاب بين يديه،كيف كان يستلقي على ظهره أو يضطجع على جنبه أو يمشي سائرا حاملا كتابا
أو كراسا يلتهم ما يحويه أو يكتب ما يستهويه،و حين بدأ الوعي و الإدراك يدب بين عقلي و قلبي أخذت أفعل مثل الكبار،
حيث أتذكرحين كنت أراقب أبي حين يخرج إلى العمل، فـأبدأ بالعبث بمكتبته التي كانت أغلى عنده من الكنز و أحرص إليه من قرة عينه،لم أكن أبغي إلا أن أصير مثله أحمل كتابا
و أطوف به الغرفة كما يطوف الحاج بالبيت العتيق ،و أستلقي على ظهري و هو في يدي مثلما يفعل المقبل على الإمتحان حين
يستبد به التعب و يحاصره الوسن، فيبقى لسانه يتمتم بما في جنبات الكتاب و عيناه غارقتان في بحر من الأحلام...
يوما، جاء أبي من سفر طويل،و بعد أن استراح من وعثائه، يمم وجهه قـِبـَلَ مكتبته ليتفقدها و إذا به يصدم لما رأى و يوجم لما وجد،كتبه مبعثرة و مجلاته القديمة في غير موضعها، فيفزع إلى أمي لمعرفة من عبث بكنزه و من طاف بمكتبته فجعلها كالصريم،و حين يعرف الفاعل أدرك أنا أن العقاب آت لا محالة،فكان يضربني حتى تبقى آثاره على ظهري و بقايا جسمي أياما و ليالي(كان سني آنذاك بين الثامنة و العاشرة)...
أتذكر أول كتاب وقع في يدي كان حول "طرق تحرير المقالات
وإنشاء التعبير"(لكاتب سوري أظن،و كنت أقرؤه و أحمله خلسة في محفظتي )،كان كتابا نادرا يستعمله معلمي اللغة العربية زادا و سندا في تحضير دروسهم واختيارالمواضيع في حصص القراءة الموجهة و التعبير الشفوي،و حين رآه معلمي طلب مني إعارته له فكان له ذلك، لكن الرياح جرت مرة أخرى بما لا تشتهي السفن،التقى معلمي بأبي صدفة و طلب منه أن يبيعه إياه،فاندهش أبي الذي عرف بعد ذلك أنني مازلت أعبث بمكتبته و تجاوزت الحد بإخراج بعض نفائسها و تسريبها إلى الغير،فأخذت جزائي للمرة الثانية لكنه كان رحيما بي هذه المرة ، لا أدري لماذا؟...
ثان كتاب وقع في يدي( و لم أع الدرس بعد،لكن سني آنذاك سمحت لي بأخذه من مكتبة أبي، 14 سنة تقريبا) كان "تأملات في الدين و الحياة" الطبعة الأولى بأوراقه الصفراء ، للعلامة المجدد الشيخ"الغزالي" رحمه الله و رضي عنه،حيث كنت أقرؤه و ألتهم فصوله فصلا فصلا،حتى أنهيه، أحسست و أنا أتجول بين حدائقه الغناء أن روحي تسبح في بحر من المعاني الدقيقة و الألفاظ الجليلة و العبارات الجزلة و الأدب العف الرصين...
رائع هذا الأديب الكبير "الغزالي"،غزاليُ هذا العصر(كما وصفه صديقه ورفيق دربه القرضاوي أطال الله عمره)،لا أدري لماذا لا يكتب عنه الدكتور الزاوي في أقواسه وهو من هو في العلم و الأدب و الفكر و النظرة المتجددة لواقع العصر و رؤيته الثاقبة إليه،تكلم في السياسة و الإجتماع و الإقتصاد والوعي و الثقافة و الإيمان (يذكر أن مؤلفاته فاقت الخمسين إلى جانب المئات من الدروس و المحاضرات و المقالات...)
بعد ذالك تفتحت قريحتي لقراءة المزيد من الكتب،و قد بدأت علاقتي بابي تتوطد و تتعمق بعدما جاوزت السادسة عشر من العمر، فكان كتاب"عبقريات"للأديب القطب "العقاد" رحمه الله،التالي في ولوج عالم الكتب،كان كتابا ضخما فاقت صفحاته
السبعمائة 700 صفحة،(رغم الجدل الذي رافقه ،أي الكتاب)،تجولت في رحابه مع عبقرية"محمد" صلى الله عليه و سلم والتي ملأت الدنيا سماحة و عدلا و رحمة و شروقا و إيمانا و خلقا ووصالا برب العالمين،رب الناس أجمعين،ثم عبقرية الصديق "أبو بكر" و عبقرية الفاروق"عمر" و ذوالنورين"عثمان"و"كريم الوجه الإمام "علي" رضي الله عنهم أجمعين و غيرهم...
توالى وصالي مع الكتب بعدها، فصرت أطلب مصروفا لأشتري بنفسي الكتب التي أحب أن أقرأ،فقد وقعت في يدي بعض كتب
"القرضاوي"أطال الله عمره و أنا في الثانوية مثل"الحلال و الحرام في الإسلام"و"الإسلام و العلمانية وجها لوجه" و
" مع أئمة التجديد و رؤاهم في الفكر و الإصلاح" و غيرها من الكتب،ثم تعرفت بعدها على فكر وبعض مؤلفات المفكر الإسلامي الكبير"أنور الجندي"رحمه الله التي تربو الآن على المائتين، مثل"دراسات إسلامية معاصرة" و هي سلسلة من الكتب تحدث فيها عن الإسلام و التوحيد و القرآن و الإنسان و الأدب و اللغة و العلم و الغرب و النظرية المادية و منهج المعرفة و الثوابت و المتغيرات و التراث و الفلسفة و الأصالة
و السياسة الشرعية و الأسرة و التكامل و الإنشطارية و الإقتصاد الإسلامي و الرأسمالية و القصة و المسرح و الفن
(أعترف لكم أنني لم أقرأ كل هذه الكنوز التي ذكرت)،هذا المفكر الكبير لا أجده في أقواس "الزاوي"،و لا في كتبه الأدبية
و رواياته و لا في مقالاته العديدة و لا في قراءاته لمختلف الأدباء و الشعراء و المفكرين والروائيين و القصاصين،هو لا
يعرف إلا طه حسين و أحمد أمين و جورجي زيدان و أميل زولا
و فيكتور هيغو( و هو حر في ذلك) لكن لا أجد توازنا فيما يقرأ،
يعني لا يقرأ إلا فكرا واحدا ولا ير إلا لونا واحدا و لا يشم إلا رائحة واحدة و لا يأكل إلا من فاكهة واحدة،مع أنه حر في ذلك
لكن من حقي أن أخالفه الرأي و أبدي نوعا من الأسف و الخجل حول تصرفاته،ليس لأنني ضده فأنا لا أكرهه بل أقدره
و أقدر الثقافة و المعرفة و الأدب التي يحملها في كيانه في سكناته في حركاته،و العلم الغزيرالذي يتمتع به فهو يتكلم لغتين بإتقان،الفرنسية و الإسبانية على غرار العربية الفصيحة ، و هذا الذي يكبرني فيه...
بعد سنوات من الكد و الإجتهاد في جمع الكتب إما شراء أو إهداء أو إحرازا في مسابقات فكرية أو علمية، صارت لي مكتبتي الخاصة و الحمد لله ،لكنها متواضعة، فلا يزيد عددها عن المائة كتاب تقريبا 100كتاب،و قد كنت أحرسها خشية أن يقع معها ما وقع لمكتبة أبي حفظه الله و أطال عمره ،بسببي،لكن ماذا أقول يا ليت حصل ذلك ،فقد كان إبني الكبير(14 سنة) لا يعير اهتماما بها قط ، بل يكره حتى المرورأمامها و ينفر كلما ناولته أو اشتريت له كتابا أو مجلة فكرية أو علمية،تمنيت لو يعيد الله سبحانه و تعلى التاريخ إلى الوراء لأري إبني ما كنت أصنعه مع مكتبة جده التي مازالت إلى الآن ،رغم ذهاب جل كتبها القديمة إما إعارة أو قـِدما..
أما قرائتي للكتب و نهمي منها فمازالت على نفس الخطى و النهج والحمد لله،ففي سفري للعمل يوميا عبر الحافلة دائما رفيقي و جليسي و أنيسي،أقرأ منه تقريبا 10 صفحات(أسميه كتاب السفر)،و في البيت كتاب آخر(أسميه كتاب البيت)الذي أنشغل معه من أجل تكوين نظرة معينة عن فكر ما أو ثقافة ما(خلال هذا الصيف فقط اشتريت حوالي 15 كتابا على رأسها كتاب عنوانه"منهج البحث الأدبي و اللغوي"تأليف الدكتوران:عبد الكريم الرديني وشلتاغ عبود،و أنا معه)..شكرا لكم(عطلة سعيدة)
boumrong@yahoo.fr
[color=green][/color
و نظرته إلى مشكلة المقروئية في الجزائر مع حلول فصل الصيف،فصل الحر و الضنى و التقاط الأنفاس، فكتبت تعليقا حوله إليكموه:
قال الشاعر "أبو الطيب المتنبي" والذي لا يحبه الدكتور"أمين الزاوي":
أعز مكان في الدُنى سرج سابح***و خير جليس في الأنام كتاب
شكرا دكتور على هذا الموضوع المليئ بالشجون و الهموم،
الذي يؤرق النخبة و علية القوم(و أنت منهم)،و يجافي منطق الصواب و الحق عند أولي النـُهى و أهل العلم و يوسع شقة الخلاف بين مُصطلح "أمة إقرأ" و مُفتضح "أمة ناموا و لا تستيقضوا"،إنها القراءة التي أصبحت غريبة بين أهلها و أضحت نشازا في عقر دارها و أمست صفحة صدئة من فرط الوحدة و الوحشة و باتت مثل أهل القبور،و هي تشكو إلى الله قائلة:
ما للديار أصبحت لا أهلها ****أهلي ولا جيرانها جيرانـي....
منذ فتحت عيناي على هذا العالم العجيب في أسراره و مكنوناته،و بصرت نور هذا الكون الفسيح و المتلاطم في ذخائره و زخائره،لم أشاهد و أسمع إلا كلمة كتاب أو كراس أو مجلة أو مصحف أو نسخة أو قلم،فقد كانت أمي رحمها الله تحكي كيف كان أبي ينام و الكتاب بين يديه،كيف كان يستلقي على ظهره أو يضطجع على جنبه أو يمشي سائرا حاملا كتابا
أو كراسا يلتهم ما يحويه أو يكتب ما يستهويه،و حين بدأ الوعي و الإدراك يدب بين عقلي و قلبي أخذت أفعل مثل الكبار،
حيث أتذكرحين كنت أراقب أبي حين يخرج إلى العمل، فـأبدأ بالعبث بمكتبته التي كانت أغلى عنده من الكنز و أحرص إليه من قرة عينه،لم أكن أبغي إلا أن أصير مثله أحمل كتابا
و أطوف به الغرفة كما يطوف الحاج بالبيت العتيق ،و أستلقي على ظهري و هو في يدي مثلما يفعل المقبل على الإمتحان حين
يستبد به التعب و يحاصره الوسن، فيبقى لسانه يتمتم بما في جنبات الكتاب و عيناه غارقتان في بحر من الأحلام...
يوما، جاء أبي من سفر طويل،و بعد أن استراح من وعثائه، يمم وجهه قـِبـَلَ مكتبته ليتفقدها و إذا به يصدم لما رأى و يوجم لما وجد،كتبه مبعثرة و مجلاته القديمة في غير موضعها، فيفزع إلى أمي لمعرفة من عبث بكنزه و من طاف بمكتبته فجعلها كالصريم،و حين يعرف الفاعل أدرك أنا أن العقاب آت لا محالة،فكان يضربني حتى تبقى آثاره على ظهري و بقايا جسمي أياما و ليالي(كان سني آنذاك بين الثامنة و العاشرة)...
أتذكر أول كتاب وقع في يدي كان حول "طرق تحرير المقالات
وإنشاء التعبير"(لكاتب سوري أظن،و كنت أقرؤه و أحمله خلسة في محفظتي )،كان كتابا نادرا يستعمله معلمي اللغة العربية زادا و سندا في تحضير دروسهم واختيارالمواضيع في حصص القراءة الموجهة و التعبير الشفوي،و حين رآه معلمي طلب مني إعارته له فكان له ذلك، لكن الرياح جرت مرة أخرى بما لا تشتهي السفن،التقى معلمي بأبي صدفة و طلب منه أن يبيعه إياه،فاندهش أبي الذي عرف بعد ذلك أنني مازلت أعبث بمكتبته و تجاوزت الحد بإخراج بعض نفائسها و تسريبها إلى الغير،فأخذت جزائي للمرة الثانية لكنه كان رحيما بي هذه المرة ، لا أدري لماذا؟...
ثان كتاب وقع في يدي( و لم أع الدرس بعد،لكن سني آنذاك سمحت لي بأخذه من مكتبة أبي، 14 سنة تقريبا) كان "تأملات في الدين و الحياة" الطبعة الأولى بأوراقه الصفراء ، للعلامة المجدد الشيخ"الغزالي" رحمه الله و رضي عنه،حيث كنت أقرؤه و ألتهم فصوله فصلا فصلا،حتى أنهيه، أحسست و أنا أتجول بين حدائقه الغناء أن روحي تسبح في بحر من المعاني الدقيقة و الألفاظ الجليلة و العبارات الجزلة و الأدب العف الرصين...
رائع هذا الأديب الكبير "الغزالي"،غزاليُ هذا العصر(كما وصفه صديقه ورفيق دربه القرضاوي أطال الله عمره)،لا أدري لماذا لا يكتب عنه الدكتور الزاوي في أقواسه وهو من هو في العلم و الأدب و الفكر و النظرة المتجددة لواقع العصر و رؤيته الثاقبة إليه،تكلم في السياسة و الإجتماع و الإقتصاد والوعي و الثقافة و الإيمان (يذكر أن مؤلفاته فاقت الخمسين إلى جانب المئات من الدروس و المحاضرات و المقالات...)
بعد ذالك تفتحت قريحتي لقراءة المزيد من الكتب،و قد بدأت علاقتي بابي تتوطد و تتعمق بعدما جاوزت السادسة عشر من العمر، فكان كتاب"عبقريات"للأديب القطب "العقاد" رحمه الله،التالي في ولوج عالم الكتب،كان كتابا ضخما فاقت صفحاته
السبعمائة 700 صفحة،(رغم الجدل الذي رافقه ،أي الكتاب)،تجولت في رحابه مع عبقرية"محمد" صلى الله عليه و سلم والتي ملأت الدنيا سماحة و عدلا و رحمة و شروقا و إيمانا و خلقا ووصالا برب العالمين،رب الناس أجمعين،ثم عبقرية الصديق "أبو بكر" و عبقرية الفاروق"عمر" و ذوالنورين"عثمان"و"كريم الوجه الإمام "علي" رضي الله عنهم أجمعين و غيرهم...
توالى وصالي مع الكتب بعدها، فصرت أطلب مصروفا لأشتري بنفسي الكتب التي أحب أن أقرأ،فقد وقعت في يدي بعض كتب
"القرضاوي"أطال الله عمره و أنا في الثانوية مثل"الحلال و الحرام في الإسلام"و"الإسلام و العلمانية وجها لوجه" و
" مع أئمة التجديد و رؤاهم في الفكر و الإصلاح" و غيرها من الكتب،ثم تعرفت بعدها على فكر وبعض مؤلفات المفكر الإسلامي الكبير"أنور الجندي"رحمه الله التي تربو الآن على المائتين، مثل"دراسات إسلامية معاصرة" و هي سلسلة من الكتب تحدث فيها عن الإسلام و التوحيد و القرآن و الإنسان و الأدب و اللغة و العلم و الغرب و النظرية المادية و منهج المعرفة و الثوابت و المتغيرات و التراث و الفلسفة و الأصالة
و السياسة الشرعية و الأسرة و التكامل و الإنشطارية و الإقتصاد الإسلامي و الرأسمالية و القصة و المسرح و الفن
(أعترف لكم أنني لم أقرأ كل هذه الكنوز التي ذكرت)،هذا المفكر الكبير لا أجده في أقواس "الزاوي"،و لا في كتبه الأدبية
و رواياته و لا في مقالاته العديدة و لا في قراءاته لمختلف الأدباء و الشعراء و المفكرين والروائيين و القصاصين،هو لا
يعرف إلا طه حسين و أحمد أمين و جورجي زيدان و أميل زولا
و فيكتور هيغو( و هو حر في ذلك) لكن لا أجد توازنا فيما يقرأ،
يعني لا يقرأ إلا فكرا واحدا ولا ير إلا لونا واحدا و لا يشم إلا رائحة واحدة و لا يأكل إلا من فاكهة واحدة،مع أنه حر في ذلك
لكن من حقي أن أخالفه الرأي و أبدي نوعا من الأسف و الخجل حول تصرفاته،ليس لأنني ضده فأنا لا أكرهه بل أقدره
و أقدر الثقافة و المعرفة و الأدب التي يحملها في كيانه في سكناته في حركاته،و العلم الغزيرالذي يتمتع به فهو يتكلم لغتين بإتقان،الفرنسية و الإسبانية على غرار العربية الفصيحة ، و هذا الذي يكبرني فيه...
بعد سنوات من الكد و الإجتهاد في جمع الكتب إما شراء أو إهداء أو إحرازا في مسابقات فكرية أو علمية، صارت لي مكتبتي الخاصة و الحمد لله ،لكنها متواضعة، فلا يزيد عددها عن المائة كتاب تقريبا 100كتاب،و قد كنت أحرسها خشية أن يقع معها ما وقع لمكتبة أبي حفظه الله و أطال عمره ،بسببي،لكن ماذا أقول يا ليت حصل ذلك ،فقد كان إبني الكبير(14 سنة) لا يعير اهتماما بها قط ، بل يكره حتى المرورأمامها و ينفر كلما ناولته أو اشتريت له كتابا أو مجلة فكرية أو علمية،تمنيت لو يعيد الله سبحانه و تعلى التاريخ إلى الوراء لأري إبني ما كنت أصنعه مع مكتبة جده التي مازالت إلى الآن ،رغم ذهاب جل كتبها القديمة إما إعارة أو قـِدما..
أما قرائتي للكتب و نهمي منها فمازالت على نفس الخطى و النهج والحمد لله،ففي سفري للعمل يوميا عبر الحافلة دائما رفيقي و جليسي و أنيسي،أقرأ منه تقريبا 10 صفحات(أسميه كتاب السفر)،و في البيت كتاب آخر(أسميه كتاب البيت)الذي أنشغل معه من أجل تكوين نظرة معينة عن فكر ما أو ثقافة ما(خلال هذا الصيف فقط اشتريت حوالي 15 كتابا على رأسها كتاب عنوانه"منهج البحث الأدبي و اللغوي"تأليف الدكتوران:عبد الكريم الرديني وشلتاغ عبود،و أنا معه)..شكرا لكم(عطلة سعيدة)
boumrong@yahoo.fr
[color=green][/color