ما قامت به تــركيا وحكومتها وشعبها لن ينساه التاريخ ومابذلته هذه الأمة التي ظن الكثير أنها بظهور علمانيتها وخوفهم من ذلك قد غابت على الساحة ( السياسية - الإسلامية ) سيذكره الأجيال .. وما دفعه أحرارها من نفس ونفيس لإعلاء كلمة الحق ورفع للظلم وتحد لـــه لن يفارق أعدائها ...
لقد تحركت شعوب العالم العربي والإسلامي وراء هذا البلد وزعمائه خاصة وإحتضنت كل قول وفعل له وكأنها من ترابه .. لــم ؟ لأن هذه الدولة أصبحت رمزا وملاذا لهم ، رمزا لدولة ديمقراطية إسلامية تذود عن الإســلام دون إهدار لكرامتها وكرامة شعبها ، أصبحت دولة من نتاج شعب يقف ورائها ، عكس ما يحدث عندنا من وقوف وراء حكومــات لا سبب وراءه إلا الخوف والقهر - ولو كـان الأمـر سيان - .
السؤال الغريب هنا والذي طرح على أكثر من جانب حتى صار الولدان والشيب يسألونه :
لـماذا لا تقتدي حكوماتنا بهذا المنهج الذي أثبت أنه يوتي أكله ؟ ولماذا لا يتحلى رؤسائنا وملوكنا بالشجاعة وينفضوا الغبار من كراســيهم وهم يعلمون خبر اليقين أن شعوبهم تنتظر أن تتبنى وتحتضن مواقفهم لو كانت كتلك .. ولا يخافون لومة لائم .
هي أسئلة ذات سؤال واحد : أين تركيـــا ...أين نحــن ؟
عندما قدم أحد أعضاء حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية ( حمــاس ) إلى الجزائر في مؤتمر نظم بمناسبة إنطلاق حملة لنصرة غزة و أهلها ... تقدمت عجوز لم يكن بينها وبين الموت إلا خيط عنكبوت ، تقدمت نحو العضو مانحة له ( حليها ) والذي لم يكن ليطعم عائلة واحدة لأيام .. قائلة له ( ولله ياولدي لو كان لي غير هذا لما بخلت على غـزة ))، ومن شدة تأثره لم يقدر على إخراج كلمة شكر من فمه ....
فلا حول ولا قوة إلا بالله العظيم .. أعجوز بما تملك ( وما هو بملك ).. صارت أكثر مروءة ونخوة من زعماء ملكوا ماليس لهم من نهب وسطو ... وعـــز عليهم حتى أن يخدعوا ضمائــــرهم .