[/b][right]لعلكم بعد قراءة أسطري البسيطة هاته ستقولون " مالي هذا يقولها الآن "؟.
ببساطة لأني عضو جديد بينكم بفضل الله وخدمة جليلة من زميلة لكم ... هي حكاية رغم أن الزمان طال عنهاوأكل الدهر منها - ولست أراه يشبع - إلاأنها مازالت ذا وقع على نفسي حتى كتابة أسطرها ، وإني أعلم ببساطتها كبساطة صاحبها . ولعلها تكون بادرة خير أو بداية نصح لمن كان مثلي .
في 28 من ديسمبر/كانون الأول2008 دخلت منزلنا المتواضع بعد يوم من عمل شاق وما أكثره.. دخلت وكعادتي أحب أن أسلم على أمي وأقبل رأسها فوجدت دمعة على خدها لم أشهدها حتى حينما توفي أصغر أبنائها ، ظننت في لحظة إسودت لها الدنيا أن أحدا من إخوتي الصغار عاقها ( معاذ الله ) أو أن أحدا زف لها خبرا جعلها تبدو كأرملة تبكي زوجها وكأن كل يوم هو يوم وفاته .
دنوت منها أحاول كشف الغطاء عن السبب ... وما كان ذلك علي بعزيز . بضع كلمات من فمها الطاهر تشكوا لي ما فعل الصهاينة بغزة .
هنا بدأت أولى خطاياي التي لا تغتفر .. تنفست الصعداء لأني ظننت في لحظة شيطانية لا مسؤولة وجبانة أن الأمر هين .. هونت عليها وأنا أبتسم إبتسامة علمت بعدها أن قتلة الأطفال فعلوا مثلها ، مرت دقائق واستحميت وياليتها غسلت ذنوبي ،، ملأت فنجاني قهوة وقررت أن أعرج لأطمئن على مفتاح الجنة " أمي " فوجدتها قارعة أمام التلفاز تشاهد الأخبار وهنا كانت بداية النهاية لي .
طفلة على شاطئ بحر ظنت للحظات قبلها أنها ستقضي رفقة عائلتها لحظات سعادة نموذجية ، طفلة ظلت تهوم ، تغدو وتجىء بحرقة دمع إهتز لها الموج وربت لها الأرض تركع أمام أبيها توهم نفسها بإيقاظه .. وما كان ليستيقظ .. لأن طيارا صهيونيا قرر أن يومه هذا سيكون يوم صيد يروح به عن نفسه من ضجر دنياه . مشهد علمه العالم كله إلا أنا .
شعرت بخزي وعار وكأني فاعلها ، تمنيت لو مت قبل أن ألج منزلنا ، ندمت لو شلت أطرافي قبل أن أبتسم تلك الإبتسامة الخسيئة التي جاءت في وقت كانت دبابات العدو تدك أرض الطهارة وتجول وكأنها في نزهة لحديقة .. يقودها جنود يضحكون ويتهامسون وما ظني بهم إلا يتفاخرون ويزايد بعضهم على بعض بما قتله جرما ودفعه قربانا لدولة زرعت في أوصالنا وما كنا بناقمــين .
صدقوا لو قلت لكم إني أحسست ببرد شديد يختلج عروق دمي جعل الفنجان وما كان فيه يتجمد ..
سقط نظري على الأرض وإحمر وجهي وابتل جبيني وارتعدت أوصالي فما كان لي إلا أن ألج مخدعي أجر قدماي والتي ما أرادت أن ترحل بي ..
جلست على الأرض أندب نفسي ندب أرامل نساء الجاهلية على أزواجهن - وما كنت أفعلها قبل -
ما أنا فاعل بنفسي ، وأين كان ضميري ؟ أي نفاق هذا وأي رياء كنت أعيش ؟ فما أظن أني كنت على سيرة ... سواهما .
بقيت على الحال ، لم أترك اللحظة ببال .. جثة هامدة بروح إشمئزت من مسكنها إلا أن دويت كلمة حق في مسجد حينا " آذان المغرب " ، تمالكت نفسي وجمعت أفكاري وذهبت لمسجد الحي البسيط لآداء فريضتي ..أتممت صلاتي ولي عادة كجميع المسلمين أمسك كتاب الله لقراءة آياته وتدبرها قبل صلاة العشاء .وأنا أقرأ دخلت على سورة ( محمد ) أتدبرها وما حدث بعدها كان أعجب العجاب .
آخر الكلمات في السورة " وإن تتولوا يستبدل قوما غيركم ثم لا يكونوا أمثالكم ".
أهي العقوبة لي عما بدر مني ؟ ام كان ذلك جوابا لي من رب العالمين ؟
فسبحان الله ، يمهل ولا يهمل ..صور وبكاء أم وطفلة وحسرة أمة لم يستطيعوا تحريك جفن عيني لبكائها رغم ذاك الندم - والله يشهد - وآية من كتابه عز وجل كانت كفيلة بفعل ذلك ..
دمعة صحوة غسلت فؤادي وصفعت وجهي لإيقاظ ضميري - رغم كوني من رجال يحسبون الدمع عيبا ... ولتضحكوا - .
سجدت لربي أطلب صحفه ومغفرته ، ووقفت أطلب صفح كل قطرة دم شهيد .. أطلبها من بسمة وكلمة أعلم أنها لازالت لدي الكثير بهينة .
أطلب صفحا لأنني لم أنسى ، بل تماديت لأتناسى أن أغير منكرا ولو بقلبي - وذاك أضعف الإيمان .. فما بالكم إن كان المنكر " أنا " .
أناشد غفران الله وأعرف أني آخذه وأطلب السماح من شهداء مسكنهم يومئذ الفردوس .
أطلب صفحا من زملائي لأني أعلم أني نازل عندكم ضيفا وأعلم أن لا مكان لي بينكم إلا أن آتيكم بقلب سليم .. وإعذروني على قول ما أنا قائل
فهاأنذا بكلماتي الأولى وأسطري التي لن تكون الأخيرة أناشد الله عز وجل قائلا :
اللهم أبدل قوما غيرنا ... ثم لا يكونوا أمثالنا
ببساطة لأني عضو جديد بينكم بفضل الله وخدمة جليلة من زميلة لكم ... هي حكاية رغم أن الزمان طال عنهاوأكل الدهر منها - ولست أراه يشبع - إلاأنها مازالت ذا وقع على نفسي حتى كتابة أسطرها ، وإني أعلم ببساطتها كبساطة صاحبها . ولعلها تكون بادرة خير أو بداية نصح لمن كان مثلي .
في 28 من ديسمبر/كانون الأول2008 دخلت منزلنا المتواضع بعد يوم من عمل شاق وما أكثره.. دخلت وكعادتي أحب أن أسلم على أمي وأقبل رأسها فوجدت دمعة على خدها لم أشهدها حتى حينما توفي أصغر أبنائها ، ظننت في لحظة إسودت لها الدنيا أن أحدا من إخوتي الصغار عاقها ( معاذ الله ) أو أن أحدا زف لها خبرا جعلها تبدو كأرملة تبكي زوجها وكأن كل يوم هو يوم وفاته .
دنوت منها أحاول كشف الغطاء عن السبب ... وما كان ذلك علي بعزيز . بضع كلمات من فمها الطاهر تشكوا لي ما فعل الصهاينة بغزة .
هنا بدأت أولى خطاياي التي لا تغتفر .. تنفست الصعداء لأني ظننت في لحظة شيطانية لا مسؤولة وجبانة أن الأمر هين .. هونت عليها وأنا أبتسم إبتسامة علمت بعدها أن قتلة الأطفال فعلوا مثلها ، مرت دقائق واستحميت وياليتها غسلت ذنوبي ،، ملأت فنجاني قهوة وقررت أن أعرج لأطمئن على مفتاح الجنة " أمي " فوجدتها قارعة أمام التلفاز تشاهد الأخبار وهنا كانت بداية النهاية لي .
طفلة على شاطئ بحر ظنت للحظات قبلها أنها ستقضي رفقة عائلتها لحظات سعادة نموذجية ، طفلة ظلت تهوم ، تغدو وتجىء بحرقة دمع إهتز لها الموج وربت لها الأرض تركع أمام أبيها توهم نفسها بإيقاظه .. وما كان ليستيقظ .. لأن طيارا صهيونيا قرر أن يومه هذا سيكون يوم صيد يروح به عن نفسه من ضجر دنياه . مشهد علمه العالم كله إلا أنا .
شعرت بخزي وعار وكأني فاعلها ، تمنيت لو مت قبل أن ألج منزلنا ، ندمت لو شلت أطرافي قبل أن أبتسم تلك الإبتسامة الخسيئة التي جاءت في وقت كانت دبابات العدو تدك أرض الطهارة وتجول وكأنها في نزهة لحديقة .. يقودها جنود يضحكون ويتهامسون وما ظني بهم إلا يتفاخرون ويزايد بعضهم على بعض بما قتله جرما ودفعه قربانا لدولة زرعت في أوصالنا وما كنا بناقمــين .
صدقوا لو قلت لكم إني أحسست ببرد شديد يختلج عروق دمي جعل الفنجان وما كان فيه يتجمد ..
سقط نظري على الأرض وإحمر وجهي وابتل جبيني وارتعدت أوصالي فما كان لي إلا أن ألج مخدعي أجر قدماي والتي ما أرادت أن ترحل بي ..
جلست على الأرض أندب نفسي ندب أرامل نساء الجاهلية على أزواجهن - وما كنت أفعلها قبل -
ما أنا فاعل بنفسي ، وأين كان ضميري ؟ أي نفاق هذا وأي رياء كنت أعيش ؟ فما أظن أني كنت على سيرة ... سواهما .
بقيت على الحال ، لم أترك اللحظة ببال .. جثة هامدة بروح إشمئزت من مسكنها إلا أن دويت كلمة حق في مسجد حينا " آذان المغرب " ، تمالكت نفسي وجمعت أفكاري وذهبت لمسجد الحي البسيط لآداء فريضتي ..أتممت صلاتي ولي عادة كجميع المسلمين أمسك كتاب الله لقراءة آياته وتدبرها قبل صلاة العشاء .وأنا أقرأ دخلت على سورة ( محمد ) أتدبرها وما حدث بعدها كان أعجب العجاب .
آخر الكلمات في السورة " وإن تتولوا يستبدل قوما غيركم ثم لا يكونوا أمثالكم ".
أهي العقوبة لي عما بدر مني ؟ ام كان ذلك جوابا لي من رب العالمين ؟
فسبحان الله ، يمهل ولا يهمل ..صور وبكاء أم وطفلة وحسرة أمة لم يستطيعوا تحريك جفن عيني لبكائها رغم ذاك الندم - والله يشهد - وآية من كتابه عز وجل كانت كفيلة بفعل ذلك ..
دمعة صحوة غسلت فؤادي وصفعت وجهي لإيقاظ ضميري - رغم كوني من رجال يحسبون الدمع عيبا ... ولتضحكوا - .
سجدت لربي أطلب صحفه ومغفرته ، ووقفت أطلب صفح كل قطرة دم شهيد .. أطلبها من بسمة وكلمة أعلم أنها لازالت لدي الكثير بهينة .
أطلب صفحا لأنني لم أنسى ، بل تماديت لأتناسى أن أغير منكرا ولو بقلبي - وذاك أضعف الإيمان .. فما بالكم إن كان المنكر " أنا " .
أناشد غفران الله وأعرف أني آخذه وأطلب السماح من شهداء مسكنهم يومئذ الفردوس .
أطلب صفحا من زملائي لأني أعلم أني نازل عندكم ضيفا وأعلم أن لا مكان لي بينكم إلا أن آتيكم بقلب سليم .. وإعذروني على قول ما أنا قائل
فهاأنذا بكلماتي الأولى وأسطري التي لن تكون الأخيرة أناشد الله عز وجل قائلا :
اللهم أبدل قوما غيرنا ... ثم لا يكونوا أمثالنا