حين سمعت أن أحرار الجزائر الشرفاء يعدون العدة للسفر إلى غزة،ضمن قافلة جديدة من المساعدات من تنظيم و إشراف"جمعية الإرشاد و الإصلاح"،كتبتُ أقول لهم:
"إمضوا يا أحرار الجزائر و شرفاءها،في أمان الله،إذهبوا نحن معكم قلبا و جسدا و روحا،إذهبوا و لا تخشوا شيئا ،مهما حصل لكم ،فالله معكم،و من كان الله معه لن يخيب و لن يخور ولن يصيبه مكروه فهو تحت عينيه،(و لتصنع على عيني) و في رعايته،(من كان الله معه فما فقد أحداً ومن كان الله عليه فما بقي له أحدا لا تحزن اذا منع الله عنك شيئا تحبه فلو علمتم كيف يدبر الله أموركم لصبرتم،و رضيتم بما قسمه الله لكم..) و ستـُنفسون عن إخوانكم في غزة،كُرب الدنيا،فيـُنفس عنكم الجبار كـُرب الآخرة،ستنشـٌرون البسمة و الأمل في وجوه إخوانكم،فيلقي الله البسمة و الفرح والغبطة على وجوهكم،ستمسحون الدموع عن خدود الأيتام و الثكالى و المساكين فيمسح الله عنكم دموع الخوف و الوجل من مشهد يوم عظيم...ما أجلها من رحلة،ما أجلها من هجرة ما أجلها من
سفرية ،إحمدوا الله تعالى أن جعل لكم هذه الأسباب،و سخر لكم إخوانكم لترتفعوا إلى مصاف الأبرار،لتكتبوا أسمائكم في عليين
و ما أدراك ما عليون،كتابكم مرقوم،يشهده المقربون،فتدخلوا النعيم المقيم،و تـُسقون الرحيق المختوم،فدونكم المحن و الإحن
و المصائب و المشاق و المكاره(الجنة محفوفة بالمكاره) فاصبروا،إصبروا ،إصبروا،و صابروا و رابطوا،تفوزون بجنة رب البرية،الله رب العالمين،الرزاق المنعم الفاتح....
أما إسرائيل النتنة،المجرمة الحاقدة، الظالمة،ماذا ربحت من مغامرتها غير محسوبة العواقب؟ماذا نالت من كبريائها المتعالي يوما بعد يوم؟إلا الخزي و العار و الكره و القرف،الجميع أصبح يكرهها ، يمقـتها،يحتقرها،و هي لا تبالي لأنها معقدة،مريضة مثل الورم الخبيث و السرطان اللئيم،الذي ما إن يستشري في الجسد حتى يتداعى بسببه،فيصبح جثة هامدة،و عزاؤنا أنهم يعجلون برحيلهم من الدنيا،التي ملؤوها ظلما و جورا و حقدا و قرفا و سُما،و يحفرون قبورهم بأيديهم،
إسمعوا إلى وعد الله تعالى للمؤمنين بالنصر و التمكين على هذه الحثالة البشرية،في سورة الإسراء:"فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ الآخِرَةِ لِيَسُوؤُواْ وُجُوهَكُمْ وَلِيَدْخُلُواْ الْمَسْجِدَ كَمَا دَخَلُوهُ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَلِيُتَبِّرُواْ مَا عَلَوْا تتبيرا..."هذا وعد من الله بأن اليهود سيلقون المصير الأول،حين أذاقهم الويل بأن بعث عليهم عبادا أولي باس شديد،فجاسوا خلال الديار،بمصير ثان وهو زحف المسلمين إلى القدس ،و دخول بيت المقدس،و الصلاة فيه،إنها
البشرى الإلاهية و النبوءة المحمدية الصادقة...فاللهم إجعلنا من الذين قصدتهم الأية الكريمة،فنكون في الصفوف الأولى لنلقن هذا العربيد الماجن،و هذا الكيان المستبد أصول التربية
و معان الصبر على الأذى،فلحم الجزائر مر،مر،مر،لا يُأكل...