حين رجع أبطال الجزائر(لا أقصد أبطال كتيبة"رابح سعدان"،لكن أقصد أبطال كتيبة"عبد الرزاق مقري")من رحلتهم الخالدة،إلى غزة،و حين وطئت أرجلهم أرضية مطار الجزائر،و سجدوا شكرا لله،و الدموع تنهمر من أعينهم،كتبت أقول:"هذا هو العز،هذا هو الشـرف ، هذه هي الرفعة ،هذه هي الحرية..شرفتمونا أكرمتمونا رفعتمونا،حررتمونا..أعزكم الله أكرمكم الله رفعكم الله،حرركم الله..يا أعزاء العالم،يا شرفاء العالم يا رفيعي العالم يا أحرار العالم
لا أنس و لن أنس و لا ينبغي علي أن أنسى هذه اللحظات الخالدة في صفحات التاريخ،المُسطرة بالعرق و الدم و الدموع على جنباته،هي لحظات عبادة لله رب البرية،و قـُربى و حج(إن صح التعبير)،و هجرة (مع أنه لا هجرة بعد الفتح ، ولكن جهاد ونية وإذا استنفرتم فانفروا)،إلى أطهر بقعة على وجه الأرض بعد الحرمين الشريفين و القدس الشريف،إلى غزة أرض الشهداء(كما الجزائر أرض الشهداء)، أرض العابقين نسيم الحرية، و أريج رياح الجنة،و الملائكة يدخلون عليهم من كل باب،سلام عليكم بما صبرتم، فنِعمَ عقبى الدار
طوبى لكم،هنيئا لكم،شكرا لكم،تحية لكم،بارك الله فيكم،رفعتم رأس الجزائر عاليا ،كما رفعها قبلكم شهداء التمدن،سُرج الأرض بل نجوم السماء،و خضبتم جبهتها بالشرف و الرجولة كما خضبها هؤلاء بالدم،حتى لم نجد في الرجال أعلى وسام من شهيد مخضب بالدماء،فما عسانا نفعل إلا أن نقيم لكم تماثيل عز في قلوبنا،و قلوب ثورية الأهواء، فأنتم قادة الفيالق في الزحف، لخوض المعارك الحمراء.
أبلغ البلغاء،و أفوه المفوهين، و أصقع المصاقع(جمع مِصقع)،و أعظم الخطباء ، يعجز عن وصف هذه اللحظات،و الله،و يرسم صورة ملونة بهذه الألوان البهية، والأشكال الزهية، و
الأنوار السنية،و الطلعات العلية ، لكم الله،يا خير أمة أخرجت للناس.
أما إسرائيل النتنة،المجرمة الحاقدة، الظالمة،ماذا ربحت من مغامرتها غير محسوبة العواقب؟ماذا نالت من كبريائها المتعالي يوما بعد يوم؟إلا الخزي و العار و الكره و القرف،الجميع أصبح يكرهها ، يمقـتها،يحتقرها،و هي لا تبالي لأنها معقدة،مريضة مثل الورم الخبيث و السرطان اللئيم،الذي ما إن يستشري في الجسد حتى يتداعى بسببه،فيصبح جثة هامدة
يحي